من هم الجن؟

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد طرح السؤال وما زال يطرح عن ماهية الجن وقد وصلتنا عبر التراث المتناقل أجوبة كثيرة تصف لنا هذه الكائنات بأشكال شتى. فمنهم من يعتقد أن الجن أشباح غير مرئية تعيش في عالمنا ولكننا لا نراها والبعض الآخر وصفها بعفاريت شبيهة بالحيوانات الخيالية كما هي في خرافات ألف ليلة وليلة وأن لها قدرات خيالية وأنها تعيش تحث الأرض السابعة ألخ….. وللأسف يعتقد الكثير من المسلمين (في الأخص) أن بعض الناس لهم القدرة على إحضارها وأنهم يتعاملون معها لكي يقضي المرء حاجته من أمور الدنيا, وقد تنطوي خدع هؤلاء المشعوذين على الكثير من ضعفاء الإيمان فيتبوعوهم يريدون عرض الحياة الدنيا ولكن ليس لهم لا في الدنيا ولا في الآخرة نصيب.

من قبل أن نبدأ أود أن أركز على نقطة مهمة, الا وهي التفريق بين الجن والشياطين بما أن أكثر الناس يخلطوا بينهما. فالشيطان هي الطاقة السلبية التي تستحوذ بعقل الإنسان أو الجان لهذا نجد أن بعض الناس شياطين بإفعالهم أي أن همهم الفساد والبغي بغير الحق لإرضاء أنفسهم. فالذي يوسوس للإنسان هو إما نفسه المحبة للشر (الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس) أو شخص يدعي الأصلاح ولكنه يدل الآخرين لطريق الشر. أما معشر الجن فهم مثل الأنس بالضبط, فيهم الصالح وفيهم الطالح.

6:112 وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شيطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون

72:11 وأنا منا الصلحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا

مخلوقات من نار

الفكرة التي تنص أن الجن مخلوقات من نار جعلتنا حائرين في ماهيتها وتصورها مما دعانا لطرح الأسئلة التالية:

  1. من هم الجن بالفعل؟
  2. هل الجن مادة مرئية مثل الإنسان؟
  3. هل يعيش الجن معنا على الأرض؟
  4. هل هناك قبائل أو شعوب ملقبة بـ الجن؟

التعريف القرءاني للإنس والجن

حسب التعريف القرءاني فالجن مخلوقات عاشت قبل الإنسان (15:27) وطبيعتها مخلوقة من النار وهو هذا العنصر الذي يتحلى بالطاقة والدفئ والمصيطر عليه بأحاسيسه وإنفعالاته. وفي المقابل تم خلق كائن جديد بعده (الإنس) من تربة الأرض وهي ذلك العنصر المترابط حسيا وفكريا. فعملية الخلق المتتالية هي أمر رباني ساري بدون توقف. فالله يخلق ما لا نعلم وهو الخلاق العظيم ولكل شيئ خلقه جعل منه الزوجين, فلا يوجد ليل إلا ويتلوه النهار وكذلك لا يوجد جن إلا ويأتي من بعده الإنس وكلاهما ظاهر مرئي حتى ولو إختلفت مقايسه ومواصفاته. ولو قمنا بمقارنة الإسمين لهذين المخلوقين “الجان والإنسان” لاتضح لنا أن الإسم الأول مرتبط بالتستر والخفاء والإسم الثاني مرتبط بالظهور والبيان:

  • جن اليل: أصبح مظلما كليا
    الجنين: الطفل المتواري في بطن الأم
    الجنون: المرض النفسي
    الجنة: الحدائق الغيبية
  • أنس شيئا: رؤية  شيئا
    إستأنس: الصحبة مع آخرين
    تأنس: الألفة

55:14 خلق الإنسن من صلصل كالفخار
55:15 وخلق الجان من مارج من نار

ونرى في سورة الرحمن أن الفارق في عملية الخلق الأولى بين المخلوقين ان الإنسان هو المادة الترابية التي تشكلت وانصهرت بدرجة حرارة معينة حتى تصبح صلبة كالفخار أما الجن فنشأته كانت من عبر العوامل الطبيعية المختلطة (المارج) والمتواجدة في الحمم البركانية. فهو أيضا تم إنصهاره بدرجة عالية وفيما بعد تصلبه عبر إلتقائه بالماء والهواء.

  • فالإنسان كان عوامل باردة من تراب وماء ثم تم تشكيله وفيما بعد إنصهاره (وبدأ خلق الإنسن من طين [32:7])
  • أما الجان فكان العكس, منصهرا ثم تم تشكيلة وفيما بعد تبريده بالماء والهواء.

وقد تعلمت البشر كلا الطريقتين بالتعامل مع المواد الخام في صناعة الفخار وفيما بعد صناعة المعادن وصهرها وتشكيلها.

7:12 قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين

التكبر مبني على براهين واهية لتسبيب الأفضلية على الآخرين. أما في الخلق فليس هناك شيء أفضل من الآخر ولكل عامل من العوامل الطبيعية كالماء والريح والنار والتراب له أفضليته في مجاله المخصص. فمن غير المنطق أن نقول أن الماء أفضل من الريح أو العكس فلكل له وظيفة. أما قول إبليس أن الله قد فضل بني ءادم عليه فهو مغالطة منه وسوء فهم سببها الغيرة. فالله لم يفضل ءادم على الملائكة حين أمرهم بالسجود له بل أمرهم بالسجود لمكانته وعلمه للأسماء التي كانت خاصيته, فهو كان مفضلا بشيئ ولم يكن الأفضل على غيره بكل شيئ.

7:179 ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم ءاذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعم بل هم أضل أولئك هم الغفلون

ونلاحظ من الآية 7:179 أن كلا المخلوقين لهم قلوب, أعين وءاذان فهما لا يختلفان من حيث المظهر عن بعضهما. وقد أخبرنا المولى أنه ينزل ملائكته على الأرض ليحملوا رسالته أو الروح التي يبعثها على من يشاء من عباده. وعندما تكون هذه المخلوقات الزكية على الأرض فهم يأخذون مظهر البشر ويلبسون ملابسهم:

11:70 فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا

6:9  ولو جعلنه ملكا لجعلنه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون

نلاحظ أن الآية 11:70 لم تقل أنه تمثل لها “إنسانا” بل إستخدم كلمة “بشرا” وهي العامل المشترك بين المخلوقات العاقلة إن كانت إنس أو جن أو ملائكة. وكلمة “بشر” في القرءان لا تعني الإنسان على حد سواء بل هي وصف لعدة أمور منها:

  • بشر: كل ما هو على هيئة العوالم الناطقة العاقلة
    بشير: الناطق والمتكلم بحدث مهم
    بشرى: ما نطق به حامل الحدث المهم
    بشر: بشد الشين وهي النطق والتكلم بحدث
    باشر: القدوم على عمل ما والتوجه له ومقابلته
    بشرة: المكان الذي نستقبل به المعلومات أو الأحداث من الظاهر

بعبارة أخرى, جميع المخلوقات التي هبطت من الجنة إلى الأرض لها نفس المواصفات البشرية وربما مع إختلافات بسيطة في تكوينها وسنوضح إن شاء الله الفرق بين البشر من الإنس والبشر من الجن. أما عن المواد التي إستخدمت لتكوين الشكل البشري فنجد (الماء, التراب والصلصل من الحمإ المسنون):

15:33 قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصل من حمإ مسنون
25:54 وهو الذى خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا
30:20 ومن ءايته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون

وفي الآية 16 من سورة الجن نلاحظ أن هذه المخلوقات تشرب الماء مثلها مثل الإنس تماما

72:16 وألو استقموا على الطريقة لأسقينهم ماء غدقا

هل نعيش مع الجن في مكان واحد؟

منذ بدأ البشرية كانت الناس تعتقد أن الأرض مسطحة تستقر فوق محيط عظيم. وقد كان هناك بعض المفكرين الذين أمنوا بكروية الأرض (كـ بتاغوروس و بلاتون) لكن معتقداتهم لم تثبت ببراهين علمية إلا من بعد إكتشاف جاذبية الأرض في القرون الوسطى. فالمنطق السائد أنذاك نص بأن الأنسان سيقع من الأرض لو أنه وصل لحدودها فكيف يستطيع الأنسان الوقوف على الجهة الأخرى منها. هذا الأعتقاد ساهمت بترويجه الكنيسة على الأخص تحت إسم “تعاليم الـ أنتيبود” [Antipode] وتعنى “الأقدام المعكوسة” وهي أن يتصور الأنسان كيفية وجود شعوب تعيش بعكسنا أي تكون أقدامهم إتجاهنا. وقد زالت هذه الشبهات من بعد الرحلات التي قام بها عدد من الباحثين وعلى رأسهم ماركو بولو وكريستوف كولومبوس الذين اكتشفوا عوالم أخرى كانت غير معروفة من قبل مثل بلاد الصين وأمريكا فيما بعد.
وأما عن بلاد الصين التي نريد التركيز عليها هنا فهي كانت معروفة في الماضي فقط من التجار الذين كانوا يأتون ببضائعهم عبر طريق الحربر الذي كان بادئ الأمر معبرا واحدا وفي غاية الخطورة وتوسع خصوصا بعد رحلات ماركو بولو (1245 – 1324) الذي ربط بين الشرق والغرب وتبادل الحضارات وتوسعها.

بلاد الصين أم بلاد الجن؟

لقد لقبت العرب هذه البلاد خطأ ببلاد الصين نسبة للكلمة اللاتينية “Chin” لأنهم أعتقدوا أن حرف C يلفظ كحرف الصاد (ص) وأنهم لم يلاحظوا أن هذا الحرف C هو الحرف الثالث في الأبجدية العالمية أي (أ ب ج د) هي نفسها (A B C D). هذا يعني أن الحرف الثالث C هو نفسه حرف الجيم الذي يصعب لفظه على الأوروبيون, فكلمة CHIN هي في الحقيقة كلمة “جن” بكسر الجيم. وهناك عدة محاولات لغوية لكتابة اللفظ الصحيح فبعضهم كتبها “QIN” والبعض الأخر كتبها “JINN”. فالحقيقة التي غابت عن أبصارنا بسبب هذا الإختلاف في الأحرف أدى لعدم المعرفة أن هذه البلاد تدعى في الأصل “بلاد الجن” نسبة  لإسم وبلاد الشخص الذي قام بتوحيد المماليك السبعة. فقد كانت بلاد الجن تعاني من حروب دامية لسبب إنقسامها لممالك سبعة (حقبة الممالك المتحاربة) ,وهي: جو, هان, جي, جن, واي, يان, جاو. هذه الحروب بقت مستمرة حتى الى حين إستلام “جن جي هوانغ” (260 – 210 قبل الميلاد) السلطة في مملكة “جن“. وقد كان هذا الملك يؤمن بأنه تم إختياره من السماء وأنه سوف يتمكن من إنهاء الصراع بين الممالك بتوحيده إياها. وقد نجح بالفعل وبغضن سنوات أن يتغلب على جميع الممالك بحرب ذهب ضحيتها أكثر من 1500000 جندي وبعدها نصب نفسه كأول قيصر لبلاد الجن (الصين).

وقد بقيت هذه البلاد بعيدة عن أنظار الشعوب الأخرى على الأرض لأسباب عديدة أهمها:

  1. الهجمات المغولية المتتالية من الشمال مما دعى شعوب الجن ببناء سور يفصلهم عنها ليخفف من حدة السطوات عليهم وهو سور الصين العظيم الذي بني على عدة مراحل حتى أصبح طوله حوالي 21.196,18 كيلو متر (حسب إحصائيات عام 2012 لجمهورية الصين الشعبية).
  2. الهجمات التركية من شمال غرب الصين.
  3. ومن الغرب توجد ثاني أكبر صحراء في العالم “صحراء تكلا مكان” التي من الصعب إجتيازها بالإمكانيات المحدودة أنذاك.

القرءان وشعوب الجن

عندما تكلم القرءان عن معشر الجن (من قبل 1400 سنة) لم تكن بلاد الصين معروفة كليا بعد, أما أمريكا فلم تكن معروفة بتاتا. وقد أثبت العلم أن شعوب أمريكا الأصلين “الهنود الحمر” هم من أصل مغولي بسبب التشابه في الوجوه وفي العادات كالطقوس الدينية وحتى في بناء خيامهم, وقد انتقلت هذه الشعوب عبر مضيق بيرنغ الذي يصل أسيا مع القارة الأمريكية.


الهنود الحمر                                                     المغول

أي أن القرءان كان يخبرنا عن تواجد حضارات على الأرض التي هي أيضا لم تكن تعلم بوجود حضارات أخرى موازية لها وهذا لمدى ألاف السنين. وفي يومنا الحالي نجد أن هذه الشعوب إختلط نسلها مع بعضه البعض وأصبح الكثير منهم مع مرور الزمن معشرا واحدا.

6:128 ويوم يحشرهم جميعا يمعشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذى أجلت لنا قال النار مثوىكم خلدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم

عندما ظهر النبي محمد في شبه الجزيرة العربية كانت بلاد الجن (الصين) تحت حكم إمبراطورية تانغ التي كانت تعاني من هجمات شعوب ياجوج التركية بقيادة “كسيلي” وقد تغلبوا عليه ودحروا قواته مما أدى الى أول إنفتاح مع الغرب وانتقال أول إنجيل لهذه البلاد الذي ترجم للغة الصينية وتقبله الأمبراطور “تايسونغ” برحب. لم يكن الغرب فقط مهتم بالبعثات العلمية الى أنحاء العالم بل شعوب الجن أيضا ومنذ عصر إمبراطورية هان (206 قبل الميلاد) وقد دون الكثير من المعلومات عن بلاد الهند والفرس وبلاد ما بين النهرين بما في ذلك شبه الجزيرة العربية.

46:29 وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرءان فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين

بلاد التنين الناري؟

شعوب الجن تؤمن بأن نسلها أتي من التنين الناري وبالأخص القياصرة والملوك منهم ولهذا لقبت بلادهم بـ “بلاد التنين الناري” ونجد صورة التنين في إحتفالاتهم السنوية وشعاراتهم حتى يومنا هذا وهو رمز الحظ والسعادة والسلطة وهو أيضا القوى التي تسيطر على الكوارث الطبيعية. والتنين بالنسبة لكثير من شعوب الجن (الصين) حيوان كان يعيش في حقلة الديناصوريات (أي قبل الإنسان), وبالفعل فقد لقب بعض العلماء العظام التي وجدوها للديناصور بـ “عظام التنين”:

Wikipedia:
Ancient Chinese referred to unearthed dinosaur bones as dragon bones and documented them as such. For example, Chang Qu in 300 BC documents the discovery of “dragon bones” in Sichuan.[8] The modern Chinese word for dinosaur is konglong (恐龍), and villagers in central China have long unearthed fossilized “dragon bones” for use in traditional medicines, a practice that continues today.[9]

التنين في الكتاب المقدس

العهد القديم يتحدث عن قصة حواء زوج ءادم التي أغواها أبليس حيث تهيأ لها بشكل الأفعى وفتنها بمحاسن الأكل من الشجرة الممنوعة (الأصحاح الثالث, سفر التكوين) ولكن عندما نقرأ رؤيا يوحنا نجد أن الحية المذكروة هي في الحقيقة التنين الذي قامت بصده الملائكة والمقلد بسبعة تيجان ترمز للممالك السبعة.

(رؤيا يوحنا, الأصحاح 12, 7)
فطرح التنين العظيم الحية القديمة المدعو ابليس والشيطان الذي يضل العالم كله طرح الى الارض وطرحت معه ملائكته

حرف الجيم

كما وضحنا في الأعلى أن كلمة “جن” قد حورت في اللغات اللاتينية إلى “تشين” وفي اللغة العربية إلى “صين” كذلك نجد كلمات عديدة لم تعرف العرب في الماضي كيفية تحويل الأحرف بما أنهم لم يكن لهم العلم باللفظ الأصلي والصحيح لهذه الكلمات الغريبة.

الجدول التالي للأحرف الأويغورية التي استخدمت من شعوب المغول شمال أسيا وهي كانت اللغة المعتمدة وخصوصا في بلاد “المنجو” (كتبها العرب خطأ: “مانشو”) أقصى شرق أسيا على الحدود الصينية (واليوم هي من الولايات الصينية). علماء اللغة يعتقدون أن الأحرف استمدت من الأحرف الأرامية الشبيهة بالأحرف العربية ,وهي تكتب أفقيا من أعلى الى أسفل ولكنهم ما زالوا يتسألون كيف وصلت الحروف الآرامية لهذه المناطق البعيدة ومن هو الشخص الذي حملها لهم.

حتى نبين مدى العلاقة بين اللغة الأويغورية واللغة العربية فقد أخذنا الكلمة التي ترمز لـ “منجو” الأفقية وقلبناها 90 درجة للجهة اليمنى ليتضح لنا أنها تقريبا نفس الأحرف العربية!



كلمة “منجو” بالأويغورية (على اليسار) وقد تم قلبها (على اليمين) لتقرأ بالعربية

الفروق الفيزيولوجية بين الإنس والجن

1. البقعة المنغولية

لقد كان أجدادنا يتكلمون في الماضي عن الشعوب التي إجتاحت بلاد الشام بقيادة “تيمور لانك” على أن هذه الأقوام لها ذنب أزرق. وقد كنا نضحك من هذا الكلام معتقدين أنه خرافة والقصد منها جعل هذه الأقوام أشبه بالحيوانات. ولكن في الحقيقة قد أثبت العلم أن هناك علامة مميزة لدى هذه الشعوب تكمن في منطقة العصعوص, أسفل العمود الفقري (منطقة الذنب عند الحيوان) ملقبة بـ “البقعة المنغولية” ذات لون أزرق, تكون أكثر وضوحا عند الأجنة وتختفي على مرور الزمن. هذه البقعة لا توجد عند أي شعوب أخرى في العالم إلا عند الشعوب الشرق أسيوية, ولهذا لقبت بالبقعة المنغولية..إقرأ المزيد: Mongolian spot

2. شرحة الأعين المنغولية Epikanthus medialis

أكثر تواجد لشعوب ذات شرحة العين المنغولية يكمن في شرق أسيا, إبتداءا من سيبيريا في الشمال حتى تايلاندا في الجنوب (منها: اليابان, كوريا, منغوليا, الصين ألخ..). وبعد إندماج الشعوب الأسيوية مع الشعوب الأخرى خصوصا في أمريكا أصبحت هذه الظارهرة تتكاثر في جميع أنحاء العالم. ولكن ما زالت شرحة العين هذه دلالة على جذور البشر الأسيويين.

تلخيص

لقد حاولت تقديم هذا العمل بشكل بسيط ودون شروحات طويلة لأوضح به الأخطاء التي دونت في التاريخ من عبر النقل دون عقل ونتائجه الوخيمة على مجتمعاتنا وطريقة تفكيرها المبنية على الظنون دون براهين. والله يذكر لنا في آياته علم وعبر لنتفكر وبها والبحث عنها في أرضه الواسعة. فالحقيقة التي أخبرنا عنها الله هي أن شعوب الجن ليست في عالم شبحي لا يمكننا الوصول إليه بل هي كانت تعيش في المناطق المعاكسة على الأرض أي أنها لم تكن لشعوب الإنس مرئية في ذلك الوقت, وحيث يكون عندهم ليل فيكون عندنا نهار والعكس صحيح (رب المشرقين ورب المغربين). فالإنس والجن مثل المخلوقات التي تعيش في بحرين مرتبطان ببعضهما البعض (مرج البحرين يلتقيان) ولكن وعلى مدي الاف السنين لم يعرف أيا منهم بوجود الأخر (بينهما برزخ لا يبغيان). كلا البحرين له نفس المواصفات ونفس العطاء (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان). فآيات الرحمن ليست للعب واللهو ولكي نخترع بها القصص الخرافية (فبأى ءالاء ربكما تكذبان) بل هي واقع على الأرض وحقيقة في صدور الذين يعلمون.

الحمد لله رب العلمين