بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم: رشاد خليفة
لقد أخبرنا القرآن أن الأنبياء قد أرسلوا بالكتب ويتضح ذلك في الآيات التالية:
2:213 كان الناس أمة وحدة فبعث الله النبين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينت بغيا بينهم فهدى الله الذين ءامنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدى من يشاء إلى صرط مستقيم
3:81 وإذ أخذ الله ميثق النبين لما ءاتيتكم من كتب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ءأقررتم وأخذتم على ذلكم إصرى قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشهدين
ومن الملاحظ أن كلمة الكتاب تكون مقرونة غالبا بكلمة الأنبياء في القرآن. ولو أننا عددنا أسماء الأنبياء الموجودة في القرآن لوجدنا أن المجموع هو عشرون اسما وكل واحد من هؤلاء العشرين أطلق عليه بالتحديد وصف النبي.
ولو أننا قرأنا الآيات 83 حتى 86 من سورة 6 (الأنعام) لوجدنا 18 إسما تبدأ من إبراهيم وتنتهي بلوط .
6:83 وتلك حجتنا ءاتينها إبرهيم على قومه نرفع درجت من نشاء إن ربك حكيم عليم
6:84 ووهبنا له إسحق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمن وأيوب ويوسف وموسى وهرون وكذلك نجزى المحسنين
6:85 وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصلحين
6:86 وإسمعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العلمين
6:87 ومن ءابائهم وذريتهم وإخونهم واجتبينهم وهدينهم إلى صرط مستقيم
6:88 ذلك هدى الله يهدى به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون
6:89 أولئك الذين ءاتينهم الكتب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكفرين
والآية 89 تؤكد أن هؤلاء المذكورين جميعا أنبياء من عند الله, وهم:
- إبراهيـــم ( لقد ورد ذكره في 19:41 و 33:7)
- إسحـــاق ( 19:49 و 37:112)
- يعقـــوب (19:49)
- نــــوح (33:7)
- داود (17:55)
- سليمـــان
- ايوب
- يوســـف
- موســـى (19:51) و (33:7)
- هــارون (أيضا في 19:53)
- زكــريـا
- يحــــيى (أيضا في 3:39)
- عيســـى (أيضا في 19:30 و 33:7)
- اليـــاس
- إسماعيــل
- اليســـع
- يونـــس
- لــــوط
ولو أننا أضفنا أسماء النبيين التاليين :
إدريــس ( ذكر في 19:56)
محمـــد (الذي تم تأكيد أنه آخر الأنبياء في 33:40)
لأصبح عدد الأنبياء الذين ورد وصفهم كأنبياء في القرآن هو 20 نبيا.
وبما أن الله قد أخبرنا أن النبيان موسى وهارون قد أنزل إليهما نفس الكتاب المقدس كما أكدت الآية 37:117 على ذلك وأيضا الآية 21:48 لذا فإن العدد الإجمالي للكتب المقدسة التي أعطيت للعشرين رسولا هو 19 كتابا ، وهذا يعنى أن القرآن بجانب أنه آخر الكتب السماوية فهو أيضا الكتاب رقم 19 من الكتب المنزلة على عشرين رسولا مذكورين في القرآن الكريم .
ومن الملاحظ وجود العديد من المذكور أسمائهم في القرآن ولكن ليس بوصفهم أنبياء ولا بأنهم قد أنزلت إليهم كتبا سماوية وهم:
- آدم : وصف بأنه من المختارين في 3:33 ولم يقرن بكلمة رسول أو نبي.
- هود وصالح وشعيب : أطلق عليهم وصف الرسل في السورة 26 الآيات 125 و 143 و 178 بالتحديد.
- ذا الكـفل : وصف بأنه من الصابرين ومن الأخيار في 21:85 و 38:48.
- لقمـان : وصف بأنه قد أوتى الحكمة في 31:12.
ولا يوجد مكان في القرآن اقترن فيه اسم أحد من هؤلاء الرسل بلفظ الكتاب أو أن أحدا منهم قد أعطى كتابا. لذلك فإنه طبقا للتعريف القرآني في 2:213 فإن هؤلاء ليسوا بالأنبياء. ثلاثة من هؤلاء الستة سموا بالرسل (هود و صالح وشعيب) بينما الثلاثة الآخرين (آدم وذا الكفل ولقمان) تحدث القرآن عنهم أنهم قد تلقوا رحمة من ربهم.
ونلاحظ أيضا أن القرآن يعلمنا أن الله قد أرسل رسلا أخرى في الماضي لم يخبرنا الله عنهم شيئا في القرآن:
40:78 ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول أن يأتى بءاية إلا بإذن الله فإذا جاء أمر الله قضى بالحق وخسر هنالك المبطلون
4:164 ورسلا قد قصصنهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما
ومع ذلك فإنه يجب ملاحظة أنه حتى الآيتين التي تخبرانا بتلك الحقيقة ( 40:78 و 4:164 ) كلاهما يتحدث عن رسل وليس أنبياء.
وهذا يؤكد أن الله قد أرسل للبشرية 19 كتابا مقدسا.
والقرآن هو الكتاب المقدس رقم 19 وهو أيضا الكتاب الأخير
(أنظر الآيات التي تذكر الأنبياء جميعا)
الحمد لله رب العلمين