بسم الله الرحمن الرحيم
بعد ما قمنا بأبحاث عديدة في القرءان عن الرقم 19 نرجع دائما للآية 30 من السورة رقم 74 (الملقبة بالمدثر) حيث يظهر هذا العدد متجليا ونحاول فهم المغزى منها عسى الله أن يهدينا لإدراكها.
74:30 عليها تسعة عشر
الأن وبعد سنين عديدة من البحث إبتدأنا نستوعب أن هذا النظام الحسابي يظهر لنا البراهين على صحة كل حرف من القرءان وخصوصا في زمن كثرت به الأقاويل من مختلف الفئات الإسلامية دون إثبات تقولهم ولا كتاب منير يعتمدون عليه. أكثر من 1200 سنة وثق أباءنا بالذين يلقبون أنفسهم بالعلماء وظنوا أن هؤلاء لن يقولوا على الله شططا. ولكن والحمد لله أن المعجزة الحسابية قد ظهرت في أوانها لتفضح أقاويل الفئات وتثبت أن الرسالة هي فقط كتب الله وتحررنا من سلاسل التراث الأعمى التي كانت مقيدة الشعوب الإسلامية. وبالفعل فأن هذه المعجزة الحسابية زادتنا إيمانا في الكتب وتمسكا به كما تقول الاءية 74:31
74:31 وما جعلنا أصحب النار إلا ملئكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتب ويزداد الذين ءامنوا إيمنا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتب والمؤمنون وليقول الذين فى قلوبهم مرض والكفرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدى من يشاء وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هى إلا ذكرى للبشر
وهكذا تمكنا بعون الله أن نصل للمفهوم بأن ءايات الله من المستحيل أن تفهم عبر نظرة ءاباءنا وتفاسيرهم لها ولكن من عبر تفسير الرحمن لها المرتبط بثقة الفرد وصبره.
55:1-2 الرحمن علم القرءان
25:33 ولا يأتونك بمثل إلا جئنك بالحق وأحسن تفسيرا
إن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون
لقد أنبأنا القرءان الكريم عن نسبية الزمن موضحا أن مفهوم كلمة “يوم” قد يختلف من مكان لأخر حسب تتالي عملية الليل والنهار. ففي الأرض على سبيل المثال يكون مقدار اليوم 24 ساعة أما في السموات العلى أو في الجنة يكون مقداره 1000 سنة من تعداد السنوات الأرضية ( إن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون ) وبهذا يكون اليوم الواحد عبارة عن حقلة زمنية شاسعة.
السورة رقم 74 تخبرنا ببداية حقلة زمنية جديدة حيث تقوم بتعريفها أنها تأتي في المستقبل لتذكر الأنسان بآيات الله ولربما يرجع الأنسان لصوابه قبل فوات الأوان ( وما هى إلا ذكرى للبشر 74.31). لم يكن بإستطاعة ءابائنا فهم أو تخيل الزمن الذي نعيش فيه في وقتنا الحالي وقد أعتقدوا أن الآية 74:8 (فإذا نقر فى الناقور) ترمز ليوم القيامة وبهذا قاموا بتفسير هذه الآية على أن كلمة “نقر” تعني “النفخ” وأن كلمة “الناقور” تعني “الصور” وبكل بساطة وفقوا ما بين هذه الآية مع الآية ( ونفخ في الصور ) معتقدين أنها نفس الصورة ولكن بكلمات مختلفة. وهذا طبعا كلام غير منطقي لسبب تباعد الألفاظ والمعاني لكلى الآيتين.
هاهي الآية 50:20 والآية 74:8 لكي يرى كل شخص الفارق الشاسع بينهما:
ونفخ فى الصور
فإذا نقر فى الناقور
ما هو النقر وما هو الناقور؟
أولا كلمة نقر هي مصطلح عربي معروف لآباءنا وحتى لنا في وقتنا الحالى فالمعاجم العربية توضح أن الكلمة تعني (الضرب الخفيف على شيئ ما) ومنها النقر على الباب (وهو الطرق الخفيف), النقر في الأرض (فتح ثغور صغيرة في الأرض لوضع البذور أو ما شابه ذلك), النقر في الحجر (وهي النقوش الحجرية ومنها المسمارية), ونقار الخشب (هو طير ينقر بمنقاره الشجر) وبالطبع كلمة منقار (هو فم الطير الذي ينكش أو ينقر به الأرض بحثا عن الطعام أو الحشرات) وفي وقتنا الحالي تستخدم العرب هذا المصطلح في تعبيرها لكلمة Click الانجليزية والتي سنجدها في كثير من صفحات الانترنت:
أنقر هنا – click here
نقر الكلمة – he clicked on the word
نقر أزرار اللوحة – he clicked on his keyboard
ونلاحظ أيضا أن كلمة ( ألناقور ) مستمدة من نفس الفعل الثلاثي (نقر) ولكن في تركيبة قواعدية مختلفة وغير مستعملة كثيرا في اللغة العربية مما أدى لعدم إستيعابها. ولكن علماء اللغة العربية يعرفون حق المعرفة بها وقد قاموا بإستخدامها في تعريبهم للمصطلحات الغربية الداخلة في عالمنا ككلمة
(الحاسوب) التي عربت من الفعل الثلاثي (حسب)
(الفاروق) عربت من الفعل (فرق)
(قانون) عربت من (قنن)
(ماعون) عربت من (معن)
وهنا نلاحظ أن جميع هذه الكلمات قد أضيف حرف الألف من بعد الحرف الأول منها وأضيف حرف الواو من بعد الحرف الثاني لتكون على مستوى (فاعول) من (فعل) وهي تدل دائما على أي آلية أو نظام مكتمل. وبهذا نفهم أن كلمة الناقور في الآية 74:8 تعني الآلية أو النظام الذي يتم النقر به.
ولقد تبين لي بالفعل أن أكثر الناس تستخدم الحاسوب للنقر على الروابط أو الأزرار المرفقة أو النقر على مفاتيح الجهاز لغاية إستخلاص المعلومات المطلوبة دون فهم ما الذي يدور في هذا الجهاز. وفي الحقيقة أصبح هذا عبارة عن ألة النقر أو الناقور لفتح أو إغلاق عوالم مختلفة على عبر الكرة الأرضية.
يوم عسير على المكذبين
وبعد الآية 74:8 يتوضح لنا أن هذا الزمن (زمن ظهور الناقور) هو زمن عسير من صعب تفاديه للمكذبين بآيات الله ( فذلك يومئذ يوم عسير – على الكفرين غير يسير ). فهم لا يستطيعون ملاحقة أي شخص في العالم يقوم بواجبه أمام الله وكتابه موضحا أكاذيبهم التي تمادوا بها وقاموا بقتل كل من كان له رأي مختلف عنهم. ويعتقدون أن لهم شفيع غير الله يدافع عن معتقداتهم البالية (فما تنفعهم شفعة الشفعين) لا يريدون أن يتذكروا أن الدين الخالص لله عز وجل وليس من حقهم بإحتكاره (فما لهم عن التذكرة معرضين) تراهم مثل الحيوانات الهائجة (كأنهم حمر مستنفرة – فرت من قسورة) يتخبطون بأفكارهم وما ورثوه عن ءاباءهم.
2:170 وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه ءاباءنا أولو كان ءاباؤهم لا يعقلون شيءا ولا يهتدون
سبحانك اللهم ولا إله إلا أنت