فبصرك اليوم حديد

بسم الله الرحمن الرحيم

عند قيامنا بترجمة سورة “ق” الآية 22 وجدنا أن أكثر المترجمون قد غيروا المعنى الحقيقي لهذه الآية إلى ما هم فسروه عوضا عن إعطاء الكلمة القرءانية حقها:

50:22 لقد كنت فى غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد

فقد تحولت كلمة “حديد” في معظم الترجمات إلى كلمة “ثاقب” أو “واضح” مع أن هذه الكلمة وردت في عدة آيات وقد سميت سورة كاملة  بإسم هذا المعدن (سورة الحديد) التي تم فيها توضيح هذه المادة وعن بأسها وعن ومنافعها.

من الممكن أن يكون البصر ثاقبا عندما ينفخ في الصور ويتمكن الأنسان من رؤية أمور لم يراها من قبل ولكن كلمة “حديد” لم توضع عبثا في هذه الآية وليس المقصود بها تعبير مجازي أو تشبيهي, فلو كان تشبيهي لوضع الله كلمة “مثل” أو كاف التشبية “فبصرك اليوم كالحديد”. ونلاحظ أن المقصود هنا هو البصر, أي إمكانية الرؤيا, وليست العين بحد ذاتها. وهذ الأمر تم إثباته علميا عبر التكنولوجيا التي توصل إليها الإنسان في عصرنا الحالي والتي مكنتنا بإبصار أمور لم نكن نبصرها في العصور الماضية, مثال عبر المجهر  أو التليسكوب أو عبر كثير من الأجهزة الإلكترونية التي كشفت لنا عن مخلوقات لا ترى بالعين المجردة.

فما المانع أن نبصر في المستقبل وعبر التطور التكنولوجي مخلوقات أخرى لا نعرفها إلا من عبر الكتب السماوية أو أجهزة تمكننا برؤية الماضي ما دامت أفعلنا قد تم نسخها كما هو مذكور في الآيات 16 إلى 18 من نفس السورة؟

50:16 ولقد خلقنا الإنسن ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد
50:17 إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد
50:18 ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد

الحمد لله رب العلمين