القاسم المشترك بين الأنعام والنحل

بسم الله الرحمن الرحيم

عند قرائتي لموضوع البحث العلمي التالي:

Bacteria found in bees show potential as an alternative to antibiotics

والذي يتكلم عن النحل وميزاته لفتت نظري كلمة “بطن العسل للنحل” التي ترمز وبالأخص من خلال شرح المقالة العلمية

  1. بأن النحلة لها بطنين مختلفين
  2. وأن أحد هذه البطون مخصص لتخزين الرحيق ويحتوي على مادة أقوى وأفضل من المضادات الحيوية Antibiotics المعروف عنها بأن لها مضار وعواقب على صحة الإنسان.

سورة النحل (16) تتكلم بالضبط عن هذين الموضوعين ولكن هناك أمور في الآيات التي لم ألاحظها ولم يلاحظها الكثير من الناس, في الأخص من بعد مقارنتي لترجمات القرءان التي أعطت مفهوم خاطئ عن ما يريد أن ينبهنا الله إليه.

بطون الأنعم والنحل

يوجد في سورة النحل آيتين تتكلما عن بطون الحيوانات, الآية 66 و 69

1. الآية الأولى تتكلم عن الأنعم.

16:66 وإن لكم فى الأنعم لعبرة نسقيكم مما فى بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشربين

ونلاحظ بأن كلمة “الأنعم” قد كتبت بالجمع وهي مؤنثة كما توضح الآية 6:139 (وقالوا ما فى بطون هذه الأنعم…), ولكن عندما نكمل قراءة الآية 66 نجد بأن كلمة “بطونه” أتت بصفة المذكر (نسقيكم مما فى بطونه). فالله لم يقل “نسقيكم مما في بطونها“!! هذا يعني بأن المقصود وراء كلمة “بطونه” المفرد من الأنعم (النعم), أو بمعنى آخر, كل فرد من هذه الأنعم له عدة بطون وليس بطن واحدة. وكما نعلم بأن اللبن لا يتكون في البطن التي هي المعدة بل في مكان مخصص في جوف الأنعم وبهذا يكون لها على الأقل بطنين.

2. الآية الثانية تتكلم عن النحل

16:68 وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذى من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون
16:69 ثم كلى من كل الثمرت فاسلكى سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألونه فيه شفاء للناس إن فى ذلك لءاية لقوم يتفكرون

نلاحظ هنا بأن الله أعطانا هذا المثال مباشرة من بعد ذكره للأنعم وفي كلا الآيتين تم ذكر البطون. وفي نقس الطريقة المسبقة نركز على قواعد وتركيب الآية.

فكلمة “النحل” في الآية 68 هي جمع لكلمة “نحلة“, وقد وردت بصفة المذكر الجمع (وأوحى ربك إلى النحل) ولكن عندما نكمل الآية نجد بأن الله يتحدث مع نحلة واحدة فقط, أي بصفة المفرد المؤنث (أن اتخذى من الجبال بيوتا). وفي الآية التي تليها نلاحظ نفس القاعدة (ثم كلى من كل الثمرت فاسلكى سبل ربك ذللا) أيضا بصفة المفرد المؤنث.
وعندما نكمل الآية (يخرج من بطونها) نجد بأن كلمة “بطونها” قد كتبت بصفة الجمع المؤنث!!
وكما قلنا في الأعلى بأن الكثير أعتقدوا أن المقصود هو النحل (بصفة الجمع) ولكن كما وضحنا أيضا بأن كلمة “النحل” هي مذكرة, ولو كان المقصود في الآية “النحل” جمعا لقال الله (يخرج من بطونه), ولكن ليس هذا هو المقصود. بل المقصود في الأحرى هي النحلة المفردة المؤنثة والتي, كما يوضح لنا المولى, لها أكثر من بطن في جوفها, مثلها مثل الأنعم من الآية 66.

كذلك نلاحظ في الآية 15 من سورة محمد بأن اللبن والعسل مذكورين مع بعضهما في آية واحدة توضح صورة الأنهار المتواجدة في الجنة:

47:15 مثل الجنة التى وعد المتقون فيها أنهر من ماء غير ءاسن وأنهر من لبن لم يتغير طعمه وأنهر من خمر لذة للشربين وأنهر من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرت ومغفرة من ربهم كمن هو خلد فى النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم

فسبحان الرحمن الذي علم القرءان

والحمد لله رب العلمين