نبذة تاريخية هامة بقلم الدكتور رشاد خليفة
في عام 1968 تأكدت شخصيا بما لا يدع مجالا للشك بأن الترجمات الإنجليزية للقرآن والمتداولة في العالم لا تمثل الرسالة الحقيقية لله في خاتم رسالاته القرآن الكريم . فعلى سبيل المثال ترجمة كل من يوسف على ومارمادوك بكتال وهم من أكثر التراجم رواجا لم تستطع أن ترقى فوق الآراء الدينية الفاسدة والمنحرفة لهؤلاء المترجمون وخاصة عندما ندرس آية 45 من سورة الزمر في القرآن .ا
وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ
فمثلا يوسف على في ترجمته لهذه الآية حذف كلمة ( وحده ) وغير بقية الآية بأن أضاف لها كلمة ( آلهة ) وبذلك حطم كلية هذا المعنى السامي والهام لهذا الآمر القرآني العظيم . ولو حاولنا ترجمة ما ترجمه يوسف على من العربية إلى الإنجليزية لتحولت آيه 45 من سورة الزمر إلى الآتي :
“”وإذا ذكر الله الواحد والوحيد اشمأزت وامتلأت رعبا قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة ولكن إذا ذكرت آلهة غيره إذا هم يستبشرون “”
اوهذا ليس نفس التعبير القرآني (وإذا ذكر الله وحده )آ
فأنت بإمكانك أن تذكر الله الواحد والوحيد وتذكر معه محمد أو عيسى أو موسى وبالتالى فإن هذه الآية مترجمة خطأ ولكن الآية القرآنية العربية تؤكد للقارئ أن ذكر الله هنا هو ذكر الله وحده وبذلك لا يصلح معه ذكر أي شئ آخر حتى ولو كان محمد أو عيسى وهذا بلا شك سيغضب هؤلاء الناس الذين يؤلهون عيسى أو محمد . وبذلك يتضح أن يوسف على في ترجمته للقرآن لم يستطع أن يقدم للقارئ بالإنجليزية الحقيقة القرآنية التي فصلها الله سبحانه وتعالى في قرآنه العربي بل على العكس من ذلك قد انعكست في ترجمته أفكاره الفاسدة وفهمه الخاطئ للقرآن
أما م. بكتال في ترجمته الإنجليزية فقد ترجم كلمة ” وحده ” صحيحة مثل القرآن العربي ولكنه أفسد كل ما عمله بأن أضاف بين قوسين رأيه الشخصي الخاطئ والذي أفسد معنى الآية كما نرى في ترجمته :ا
إذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين يعبدونهم بجانبه إذا هم يستبشرون
وعندما رأيت التشويه والتحريف لكلمات الله واضح لي كل الوضوح في هذه التراجم الإنجليزية المشهورة قررت أن أترجم بنفسي القرآن الكريم ترجمة صحيحة ودقيقة على الأقل من أجل أبنائي .ا
وعلى الرغم من أن مهنتي كمهندس كيماوي وخلفيتي الدينية الواسعة فقد كان والدي شيخا صوفيا مشهورا في مصر إلا أنني قد أخذت على نفسي عهدا لله على أن لا انتقل من ترجمة آية إلى آية تليها إلا بعد أن أفهم معناها كلية لذلك اشتريت كل تراجم القرآن الموجودة للبيع وكل كتب تفسير القرآن التي يمكن أن أضع يدي عليها ووضعتهم أمامي على مكتبي وبدأت ترجمتي الشخصية للقرآن الكريم . وسورة الفاتحة أول سور القرآن لم تأخذ إلا أياما قليلة لترجمتها أما الآية الأولى من سورة البقرة(الم) وهى ثلاثة حروف فقد احتاجت أربعة سنين من الدراسة لترجمتها وأدت إلى الكشف عن هذا السر ( المدثر ) في القرآن وهو ما نعرفه الآن بالمعجزة الحسابية العظيمة في القرآن .ا
ولقد اتفقت كل كتب التفاسير وبدون اختلاف على أنه ( لا أحد يعرف المعنى أو أهمية الفواتح القرآنية للسور مثل الم أو أمثالها ).أ
لذلك قررت أن أكتب كل القرآن بلغة الكومبيوتر لإدخاله في الكومبيوتر ليمكن تحليله ودراسته حسابيا ودراسة كل كلماته في محاولة لفهم أي علاقة حسابية بين الحروف التي تكون فواتح السور وبقية القرآن أو بين الفواتح المختلفة للسور . ولقد استعملت وحدة طرفيه للكومبيوتر وهذه الوحدات الطرفية توصل للكومبيوتر النهائي الرئيسي الضخم بواسطة خطوط التليفون .ا
وحتى يمكنني أن أضع أفكاري للاختبار قررت أن أنظر في أول البحث إلى فواتح السور التي تتكون من حرف واحد فقط مثل (ق) في سورة ق وسورة الشورى، ( ص) في سورة الأعراف وسورة مريم وسورة ص وكذلك حرف (نون ) في سورة القلم .ا
سلام